اضطرابات الطعام

اضطرابات الطعام:كيفية الوقاية والعلاج؟

اضطرابات الطعام

تعتبر اضطرابات الطعام من المشاكل الصحية الشائعة في العالم، وتؤثر على الكثير من الأشخاص بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الثقافة، فهي لا تقتصر على مجرد عدم القدرة على السيطرة على الأكل أو تناول الطعام بكميات زائدة، بل تشمل مجموعة متنوعة من الأنماط السلوكية الغذائية المختلفة التي تؤثر على الجسم والعقلن ومن بين الأمراض الشائعة التي تعاني منها الأفراد المصابين بالاضطرابات الغذائية هي فرط التمثيل الغذائي وعدم الرغبة في تناول الطعام والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.

ومع ذلك، يتم تشخيص وعلاج الاضطرابات الغذائية بنجاح في العديد من الحالات، خاصةً إذا تم الكشف عنها في وقت مبكر، وتشمل طرق العلاج الناجحة لاضطرابات الطعام العلاج النفسي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي، وفي هذا المقال، سنتحدث عن أسباب اضطرابات الطعام وأنواعها المختلفة والتأثيرات الصحية المحتملة، بالإضافة إلى كيفية علاجها وكيفية الوقاية منها.

[lwptoc hierarchical=”0″ numeration=”decimal”]

أسباب اضطرابات الطعام

تعتبر أسباب اضطرابات الطعام متعددة ومتشابكة، ويتأثر بها الجسم والعقل والبيئة المحيطة بالشخص المصاب، ومن أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأحد أنواع الاضطرابات الغذائية:

  • العوامل الوراثية: تعتبر الوراثة عاملاً هامًا في تطور اضطرابات الطعام، حيث ترتبط بين بعض الانواع من الاضطرابات الغذائية والجينات التي تؤثر على وظائف الدماغ ونظام الشحن العصبي والتحكم في الشهية والتمثيل الغذائي.
  • الضغوط النفسية والعاطفية: تشير الأبحاث إلى أن الإجهاد النفسي والعاطفي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية، خاصةً عندما يترافق ذلك مع ضغوط الوسائط الاجتماعية والإعلام المشوهة لصورة الجسم.
  • التحكم في الوزن والشكل: قد يحاول الأفراد السيطرة على وزنهم أو شكلهم الجسمي من خلال تقليل الطعام أو التمارين الرياضية بشكل مفرط، مما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية.
  • الثقافة والبيئة المحيطة: قد تسهم الثقافة والبيئة المحيطة بالشخص في تطوير اضطرابات الطعام، حيث توجد مجموعة من المعايير والمعايير الثقافية المتعلقة بالجمال والجسم المثالي والوزن المثالي التي قد تؤثر على نظرة الشخص لنفسه.
  • الأمراض النفسية: يمكن أن تؤدي بعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات القلق والاكتئاب إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية، حيث يلجأ الأفراد في بعض الأحيان إلى الأكل الزائد أو القليل جدًا كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية والضغوط النفسية التي يواجهونها، وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية.
  • التأثيرات الجانبية للأدوية: بعض الأدوية التي تستخدم في علاج الأمراض النفسية أو الجسدية يمكن أن تسبب تأثيرات جانبية تشمل الشهية والوزن، وهذا قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية.
  • الضعف الغذائي: قد يؤدي التعرض للضعف الغذائي الشديد والنقص في العناصر الغذائية الأساسية إلى الإصابة بالاضطرابات الغذائية، حيث يتأثر الجسم بشكل سلبي ويصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

تلخص هذه الأسباب الرئيسية للإصابة بالاضطرابات الغذائية، ويمكن أن تكون هناك أسباب أخرى مرتبطة بالتراث الثقافي أو الديني أو العرقي، ومن المهم أن يتم التعرف على هذه الأسباب ومعالجتها بشكل صحيح لمنع الإصابة بالاضطرابات الغذائية وعلاجها عند الحاجة.

أنواع اضطرابات الطعام

هناك عدة أنواع من الاضطرابات الغذائية، وتشمل:

  • فرط الشهية العصبي (الشره): يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بالشعور بعدم السيطرة على الشهية، والتي تؤدي إلى تناول كميات كبيرة جداً من الطعام خلال فترات زمنية قصيرة، دون القدرة على التحكم في هذا النوع من الأكل، ويترتب على ذلك زيادة في الوزن وخطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
  • القلق النحيل: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بالتركيز المفرط على الوزن والشكل، حيث يقوم المصاب بتقييد الطعام وتجنب تناول الأطعمة المحتوية على الدهون والسعرات الحرارية العالية بشكل مفرط، ويؤدي ذلك إلى فقدان الوزن بشكل غير صحي.
  • اضطراب الأكل القليل جداً: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بتجنب تناول الطعام بشكل مفرط، والحد من السعرات الحرارية المتناولة يومياً بشكل شديد، ويؤدي ذلك إلى فقدان الوزن بشكل سريع ومفرط، ويمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة.
  • اضطراب الأكل المتكرر/التناول الليلي: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترة محددة من اليوم، ويمكن أن يكون ذلك في وقت متأخر من الليل، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
  • اضطراب الأكل المختلط: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بالانتقال بين فترات الشره وفترات القلق النحيل، ويمكن أن يسبب زيادة الوزن أو فقدان الوزن.
  • اضطراب الأكل اللامنتظم: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بتناول الطعام بشكل عشوائي وغير منتظم، دون مراعاة احتياجات الجسم الغذائية، ويمكن أن يسبب تقلبات في الوزن ونقص في العناصر الغذائية الضرورية.
  • اضطراب الأكل المرتبط بالعملية الهضمية: يتميز هذا النوع من الاضطرابات الغذائية بالتركيز على العملية الهضمية والتخلص من الطعام، مثل القلق بشأن الإمساك أو الإسهال، وقد يؤدي إلى تجنب بعض الأطعمة.

ويجب الإشارة إلى أن جميع أنواع الاضطرابات الغذائية تتسبب في خطورة كبيرة على الصحة العامة للفرد، وتتطلب علاجًا فوريًا لتجنب المشاكل الصحية الخطيرة.

التأثيرات الصحية لاضطرابات الطعام

تؤدي اضطرابات الطعام إلى تأثيرات صحية خطيرة على الجسم والعقل، ومن بين هذه التأثيرات:

  • فقدان الوزن المفرط: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن المفرط إلى تدهور الصحة العامة للجسم وزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل النحافة المرضية، الإعياء، فقدان الشهية، فقر الدم، ضعف الجهاز المناعي، اضطرابات في مستويات الهرمونات، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • زيادة الوزن المفرط: يمكن أن يؤدي الأكل المفرط والمستمر إلى زيادة الوزن وتطوير مشاكل السمنة وأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
  • الاضطرابات النفسية: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الغذائية إلى ظهور العديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق، الاكتئاب، العزلة، وانخفاض الثقة بالنفس.
  • تغييرات في مستويات الهرمونات: يمكن أن تتسبب الاضطرابات الغذائية في تغييرات كبيرة في مستويات الهرمونات، مثل اضطرابات في الدورة الشهرية وتأثير على نضج الجسم ونموه.
  • تغييرات في الجهاز الهضمي: قد يتسبب الإفراط في الأكل أو الإمساك أو الإسهال في تغييرات في الجهاز الهضمي والتي تشمل اضطرابات في عملية الهضم والامتصاص، والتهابات المعدة والأمعاء.
  • تأثير على العلاقات الاجتماعية: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الغذائية إلى تأثير على العلاقات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، وقد تتسبب في العزلة والانطواء وصعوبة التواصل.
  • السلوكيات الضارة: يمكن أن يؤدي اضطراب الطعام إلى السلوكيات الضارة مثل الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو الاعتماد على المليّنات والمسهلات، أو اللجوء إلى تناول الحبوب المنومة للتحكم في الوزن، وجميع هذه السلوكيات يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض وتفاقم الأعراض.
  • الوفاة: يمكن أن يؤدي الاستمرار في اضطراب الطعام دون علاج إلى زيادة خطر الوفاة، وفقًا للدراسات فإن معدل الوفيات بسبب اضطرابات الطعام يتجاوز معدل الوفيات بسبب أي اضطراب نفسي آخر.
  • التأثير على الحياة اليومية: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الغذائية إلى تأثير كبير على الحياة اليومية والأداء في المدرسة أو العمل، وتقليل الإنتاجية العامة.
  • التأثير على الحمل والولادة: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الغذائية إلى تأثير على الحمل والولادة، حيث يمكن أن يؤدي فقدان الوزن المفرط إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وصعوبة الحمل، بينما يمكن أن يؤدي زيادة الوزن المفرط إلى ارتفاع مخاطر الحمل والولادة المبكرة والحاجة إلى العلاج الطبي الخاص.

بشكل عام، يمكن أن تتسبب اضطرابات الطعام في تأثير كبير على الصحة العامة والحياة الاجتماعية والعاطفية، وبالتالي يجب على المرضى الحصول على العلاج والرعاية الطبية المناسبة لمكافحة هذه المشكلة.

علاج اضطرابات الطعام

تعد علاجات اضطرابات الطعام متعددة وتختلف حسب نوع الاضطراب وشدته، وفيما يلي نستعرض بعض العلاجات الشائعة:

  • العلاج النفسي: يعد العلاج النفسي أحد أساسيات علاج اضطرابات الطعام، حيث يتم توجيه المرضى للحديث عن أسباب الاضطراب وتعلم مهارات التحكم بالضغوط والأفكار السلبية، كما يتم تعليمهم كيفية التفكير بإيجابية وتعلم الاسترخاء وتحديد الأهداف.
  • الدعم الغذائي: يتم تقديم الدعم الغذائي للمرضى الذين يعانون من نقص حاد في الوزن، وذلك من خلال توفير الغذاء الصحي الذي يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
  • الدواء: يستخدم الدواء في بعض الحالات للمساعدة في التحكم في الأعراض المصاحبة للاضطرابات الغذائية، مثل القلق أو الاكتئاب.
  • العلاج العائلي: يستخدم العلاج العائلي في بعض الحالات للمساعدة في تحسين التواصل بين الأفراد في الأسرة، وتعلم كيفية الدعم والتعامل مع المرضى.
  • العلاج الذاتي: يمكن للمرضى تطبيق بعض الخطوات البسيطة في العلاج الذاتي، مثل تحديد الأهداف الواقعية للتغذية والتمارين الرياضية، وتحديد الوقت المناسب لتناول الطعام، وتحديد النشاطات الإيجابية التي يمكن القيام بها للتحكم في الضغوط وتخفيف القلق والاكتئاب.

الوقاية من اضطرابات الطعام

يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة بالاضطرابات الغذائية، وفيما يلي نستعرض بعض النصائح الهامة للوقاية من اضطرابات الطعام:

  • تناول الطعام الصحي: ينصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم، والابتعاد عن النظم الغذائية الجوعية أو الإفراط في تناول بعض الأطعمة.
  • الابتعاد عن التماثل للصورة الجسدية المثالية: ينصح بعدم الانشغال بالمظهر الخارجي وتقبل الجسد الحالي والعمل على تحسينه بشكل صحي ومستدام.
  • الحد من الضغوط النفسية: ينصح بتحديد الأولويات والتخفيف من الضغوط النفسية، والتحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو المستشار النفسي في حالة الحاجة.
  • النشاط البدني: ينصح بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والابتعاد عن النشاطات التي تركز على الجسد والمظهر الخارجي.
  • التواصل مع الأصدقاء والعائلة: ينصح بالتواصل مع الأصدقاء والعائلة والبحث عن الدعم النفسي والمساندة في حالة الحاجة.
  • البحث عن المعلومات الصحية: ينصح بالبحث عن المعلومات الصحية من مصادر موثوقة، والتحدث مع الأطباء والمستشارين النفسيين في حالة الحاجة.
  • التعرف على علامات الإنذار المبكرة: ينصح بالتعرف على علامات الإنذار المبكرة للاضطرابات الغذائية والتحدث مع الأطباء في حالة الاشتباه بالإصابة بها.

وتعد اضطرابات الطعام من المشاكل الصحية الخطيرة التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، وتتطلب الكشف المبكر والعلاج الفوري لتجنب المضاعفات الخطيرة، ومن الضروري التوعية بأسباب وأنواع اضطرابات الطعام، وتأثيراتها الصحية وعلاجها والوقاية منها، وذلك لتحسين الوعي الصحي في المجتمع والحد من انتشار هذه المشكلة الصحية، ومن المهم الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتواصل مع الأصدقاء والعائلة والتحدث مع الأطباء والمستشارين النفسيين في حالة الحاجة، كونها تعد أساسية في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.

اترك رد