يعتبر الاضطراب العصبي العام (GAD) أحد أشكال القلق الشائعة التي يعاني منها الناس، ويتميز GAD بالقلق الزائد والمستمر والتوتر والخوف المفرط دون سبب واضح وبشكل متكرر لفترة تزيد عن ستة أشهر، ويؤثر GAD بشكل كبير على حياة الأشخاص وعلى أدائهم اليومي والمهني.
وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة ل GAD غير واضحة بالضبط ، إلا أن العديد من العوامل المختلفة يمكن أن تساهم في تطوره ، مثل التاريخ العائلي والعوامل البيئية والوراثية والنفسية، وبالإضافة إلى ذلك ، يعد الاستشارة الطبية المبكرة والتشخيص الدقيق والعلاج المناسب أمرًا حيويًا للتعامل مع GAD.
وفي هذا المقال ، سنناقش GAD بشكل أكبر ، بما في ذلك أعراضه وأسبابه وعلاجه والأساليب الصحية للتعامل معه في الحياة اليومية.
[lwptoc hierarchical=”0″ numeration=”decimal”]
أسباب الاضطراب العصبي العام
الاضطراب العصبي العام هو حالة تتميز بالقلق الزائد والمستمر والتوتر والخوف المفرط دون سبب واضح وبشكل متكرر لفترة تزيد عن ستة أشهر، وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة ل GAD غير واضحة بالضبط ، إلا أن العديد من العوامل المختلفة يمكن أن تساهم في تطوره، ومن هذه العوامل:
- العوامل الوراثية: تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك علاقة بين GAD والعوامل الوراثية، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من GAD لديهم احتمالية أكبر لتوريث المرض من أحد الوالدين.
- العوامل البيئية: تشير العديد من الدراسات إلى أن العوامل البيئية يمكن أن تساهم في تطور GAD، مثل الإجهاد النفسي الشديد ، والصعوبات المالية ، والعوامل الاجتماعية مثل العزلة الاجتماعية والمشاكل العائلية.
- العوامل النفسية: يمكن أن تلعب العوامل النفسية دورًا مهمًا في تطور GAD، مثل الخوف المستمر من العديد من الأشياء أو الأحداث ، وعدم القدرة على التحكم في الأفكار السلبية ، والتفكير المتكرر في الأمور السلبية.
- العوامل البيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى أن العوامل البيولوجية يمكن أن تؤدي إلى تطور GAD، مثل التغيرات الكيميائية في الدماغ والتي قد تؤدي إلى عدم توازن في المواد الكيميائية الحيوية في الجهاز العصبي.
وتأثير هذه العوامل المختلفة على الجهاز العصبي والحالة النفسية للشخص يمكن أن يؤدي إلى تطور GAD.
الأعراض الرئيسية للاضطراب العصبي العام
تتميز حالات الاضطراب العصبي العام بالقلق والتوتر المفرط، حيث يعيش المصاب بالحالة في حالة من الخوف والتوتر الزائد، حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها سبب واضح للقلق، ويمكن أن تشمل الأعراض الرئيسية للاضطراب العصبي العام ما يلي:
- القلق الزائد والمستمر: يشعر المصاب بالحالة بالتوتر والقلق والخوف بشكل مفرط ، ولفترة طويلة تزيد عن ستة أشهر، ولا يمكنه التحكم في هذه الأعراض.
- الاضطراب في النوم: يعاني المصاب بالحالة من الاضطراب في النوم، حيث يجد صعوبة في النوم أو يستيقظ باستمرار في الليل، ويشعر بالتعب والارهاق في النهار.
- التوتر العضلي: يعاني المصاب بالحالة من التوتر العضلي المفرط، وخاصة في العضلات الموجودة في الرقبة والكتفين والظهر والجسم بشكل عام.
- القلق المرتبط بالصحة: يشعر المصاب بالحالة بالقلق المفرط بشأن الصحة، ويتمثل ذلك في الشعور بأنه مريض أو مصاب بمرض خطير دون وجود أي دليل على ذلك.
- القلق المرتبط بالعلاقات الاجتماعية: يشعر المصاب بالحالة بالقلق المفرط بشأن العلاقات الاجتماعية، ويتمثل ذلك في الشعور بالتوتر والخوف من الاجتماع مع الآخرين والتحدث معهم.
- القلق المرتبط بالمهام والمسؤوليات: يشعر المصاب بالحالة بالقلق المفرط بشأن أداء المهام والمسؤوليات اليومية، ويشعر بأنه لن يتمكن من إنجازها بشكل جيد أو بأنه يفشل فيها.
تشخيص الاضطراب العصبي العام
يمكن تشخيص الاضطراب العصبي العام من خلال الفحص الطبي الشامل والتاريخ الصحي للمريض، ويجب استبعاد أي سبب آخر قد يكون مسؤولًا عن الأعراض المشابهة.
ويتطلب تشخيص الاضطراب العصبي العام أن تستمر الأعراض المرتبطة بهذا المرض لمدة لا تقل عن ستة أشهر وأن تؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية للشخص بشكل كبير.
كما يمكن أن يساعد الفحص النفسي في تشخيص الاضطراب العصبي العام، ويشمل ذلك تقييم الحالة النفسية الحالية للمريض وما يعاني منه من أعراض نفسية وجسدية، ومدى تأثير هذه الأعراض على حياته اليومية.
ويمكن استخدام استبيانات تقييم القلق والاكتئاب لتقييم حالة المريض ومساعدة الطبيب في تشخيص الحالة بشكل دقيق.
ومن الممكن أيضًا إجراء فحوصات طبية وتحاليل مخبرية للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية أخرى يمكن أن تسبب أعراض مشابهة للاضطراب العصبي العام.
خيارات العلاج للاضطراب العصبي العام
تتضمن خيارات العلاج للاضطراب العصبي العام عدة خيارات، ويتم اختيار العلاج المناسب بناءً على الأعراض والحالة العامة للمريض، وتشمل هذه الخيارات:
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام الأدوية للمساعدة في التحكم في الأعراض المرتبطة بالاضطراب العصبي العام، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.
- العلاج النفسي: يمكن استخدام العلاج النفسي للمساعدة في التعامل مع الأعراض المرتبطة بالاضطراب العصبي العام، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الديناميكي.
- العلاج الطبيعي والحركي: يمكن استخدام التمارين الرياضية والنشاطات الحركية البدنية للمساعدة في التخفيف من الأعراض المرتبطة بالاضطراب العصبي العام، كما يمكن استخدام التقنيات الاسترخائية مثل اليوجا والتأمل.
- التغييرات في النمط الحياتي: يمكن للتغييرات في النمط الحياتي أن تساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاضطراب العصبي العام، مثل النوم الكافي والتغذية الصحية وتقليل التوتر.
- الدعم الاجتماعي: يمكن للدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء والمجتمع المحلي أن يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاضطراب العصبي العام، ويمكن للمريض الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي لتبادل الخبرات مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة.
كيفية التعامل مع الاضطراب العصبي العام في الحياة اليومية
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العصبي العام التعامل مع الحالة بطرق مختلفة في الحياة اليومية، ومن أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها:
- التعلم عن الحالة: يمكن للمريض البحث والتعرف على المزيد حول الاضطراب العصبي العام، وكيف يؤثر على الجسم والعقل والعواطف، وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع الحالة.
- البحث عن دعم الأصدقاء والعائلة: يمكن للمريض أن يشارك أصدقائه وعائلته في الحالة التي يعاني منها، وطلب الدعم منهم والتحدث إليهم عن مشاعره ومخاوفه.
- البحث عن دعم من الجماعات الدعم النفسي: يمكن للمريض الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي التي تتكون من أشخاص يعانون من نفس الحالة، وهذا يساعد المريض على التحدث مع الآخرين الذين يفهمون تمامًا ما يشعر به.
- ممارسة النشاطات البدنية: يمكن للمريض ممارسة الرياضة اليومية والنشاطات البدنية الأخرى مثل اليوجا والتأمل والتمارين الاسترخائية، والتي تساعد على تخفيف الضغط النفسي وتحسين الحالة العامة للجسم.
- التقليل من التوتر والضغط النفسي: يمكن للمريض تجنب المواقف القاسية والتوتر والضغط النفسي، والبحث عن طرق تخفيف الضغط مثل الاسترخاء والتأمل والتدليك.
- العلاج النفسي: يمكن للمريض البحث عن المساعدة من العلاج النفسي والحديث مع متخصص في المشاكل النفسية.
في النهاية، فإن الاضطراب العصبي العام يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد، ولكن من الممكن التغلب على هذه الحالة عن طريق تعلم كيفية التعامل معها بطرق صحية وفعالة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب البحث عن الدعم المناسب من الأصدقاء والعائلة والمجتمعات الداعمة وممارسة النشاطات البدنية وتقليل التوتر والضغط النفسي، وكما يمكن استشارة المتخصصين في المشاكل النفسية للحصول على العلاج النفسي اللازم لتحسين الحالة العامة للمريض.